متن الجزرية وتحفة الأطفال

متن الجزرية وتحفة الأطفال

  • تاريخ نشر الخبر
  • حرره
    مؤسسة إتقان للتعليم و التنمية

وَبَعْدُ: فَإِنَّ الْإِنْسَانَ يَشْرُفُ قَدْرُهُ، وَيَرْتَفِعُ ذِكْرُهُ بقدرِ  مُشَارَكَتِهِ فِي خِدْمَةِ كِتَابِ رَبِّهِ تَعَالَى؛ إِقْرَاءً وَتَلْقِينًا وَفَهْمًا وَتَدَبُّرًا وَتَعْلِيمًا, وَإِنَّ الْمُؤْمِنَ يَنَالُ الشَّرَفَ وَالْخَيْرِيَّةَ بِتَحَقُّقِ خَصْلَتَيْنِ مَعًا: الْعِلْمِ وَالتَّعْلِيمِ, مِصْدَاقًا لِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: « خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ».
وَحَسْبُ الْإِنْسَانِ فِي هَذَا شَرَفًا أَنْ يَكُونَ خَادِمًا لِكِتَابِ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَتْلُوهُ وَيُعَلِّمُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ, وَلِهَذَا الْفَهْمِ تَنَافَسَ الْعُلَمَاءُ قَدِيمًا وَحَدِيثًا فِي اسْتِفْرَاغِ جُهُودِهِمْ خِدْمَةً لِهَذَا الْكِتَابِ الْعَظِيمِ، بَدْءًا مِنْ ضَبْطِ حُرُوفِهِ، وَانْتِهَاءً بِمَعْرِفَةِ وُقُوفِهِ, وَبَيْنَهُمَا مَا بَيْنَهُمَا مِنِ اسْتِخْرَاجِ لَطَائِفِهِ، وَالْغَوْصِ فِي بَحْرِ مَعَارِفِهِ, وَقَدْ وُفِّقَ بِفَضْلِ اللهِ كَثِيرُونَ وَمِنْ أَبْرَزِهِمْ مَكَانَةً وَعِلْمًا وَأَثَرًا:
الْإِمَامُ ابْنُ الْجَزَرِيِّ عَلَيْهِ سَحَائِبُ الرَّحْمَةِ وَالرِّضْوَانِ, فَأَلَّفَ وَكَتَبَ، وَطَوَّفَ فِي الْبُلْدَانِ وَأَلَمَّ بِلَهَجَاتِهَا، وَعَلِمَ مَا يَعْتَرِي طَبَائِعَ النَّاسِ فِي بُلْدَانِهِمْ مِنْ أَلْحَانٍ, فَأَوْجَزَ لَنَا فِي مُقَدِّمَتِهِ: (الْجَزَرِيَّةُ)، وَبَسَّطَ لَنَا أَهَمَّ مَا يَحْتَاجُهُ طَالِبُ الْقُرْآنِ مِنْ أَبْوَابٍ, فَكَانَتِ الْمُقَدِّمَةُ الْجَزَرِيَّةُ أَصْلًا لِكُلِّ مَا جَاءَ بَعْدَهَا مِنْ مُؤَلَّفَاتٍ.
وَجَاءَ مِنْ بَعْدِهِ الْإِمَامُ الْعَلَّامَةُ الْجَمْزُورِيُّ 
 فَنَظَمَ تُحْفَةً رَائِعَةً فِي أَهَمِّ مَا يَحْتَاجُهُ الْأَطْفَالُ وَالْمُبْتَدِئُونَ مِنْ عِلْمِ التَّجْوِيدِ.
وَلَمَّا تَنَافَسَ طُلَّابُ الْقُرْآنِ فِي حِفْظِهِمَا وَشَرْحِهِمَا كَانَتِ الْحَاجَةُ مُلِحَّةً فِي إِخْرَاجِ هَاتَيْنِ الْمَنْظُومَتَيْنِ مَعَ الْمُرَاجَعَةِ وَالتَّدْقِيقِ لِمَا كَتَبَهُ الْمُحَقِّقُونَ فِي هَذَا الْفَنِّ, وَعَلَى رَأْسِهِمْ الدُّكْتُورُ الْمُحَقِّقُ أَيْمَنُ رُشْدِي سُوَيْدٌ، وَالشَّيْخُ الْمُحَقِّقُ مُحَمَّدٌ تَمِيمٌ الزُّعْبِي، وَالدُّكْتُورُ الْمُحَقِّقُ غَانِم قَدُّور الْحَمَد.
وَإِنَّنَا فِي مُؤَسَّسَتِنَا الْقُرْآنِيَّةِ (إِتْقَانٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّنْمِيَةِ) نَشْرُفُ بِتَقْدِيمِ هَاتَيْنِ الْمَنْظُومَتَيْنِ مَعَ بَذْلِ الْجُهْدِ فِي الْعِنَايَةِ وَالتَّدْقِيقِ, رَاجِينَ اللهَ تَعَالَى أَنْ يَكُونَ هَذَا الْعَمَلُ مُعِينًا لِطُلَّابِ الْقُرْآنِ فِي فَهْمِ مَادَّةِ التَّجْوِيدِ وَاسْتِحْضَارِ  شَوَاهِدِهَا.